الكتاني: فالانتي هو من اكتشف التيمومي والحداوي وبودربالة.
– هل تمكن فالانتي من إقناع مسؤولي الجامعة بإجراء التدريب بين المنتخب الوطني وفريق الأمل؟
– نعم، لأنه استدل ببند في العقد الذي يربطه بالجامعة، والذي يتكفل بموجبه بالإشراف على فريق الأمل أيضا. هكذا جرت تلك المقابلة التدريبية، ولم يمض سوى نصف ساعة حتى لاحظ قدرات لدى بعض أفراد ذلك الفريق الشاب، فذكر لي أرقام بعض الذين أثاروا انتباهه، ولم أعد أتذكر إلا رقم 7 أي «الحداوي»، ورقم 4 الذي كان يحمله «البيان»، وقبل انطلاق الشوط الثاني طلب السيد فالانتي من ممثلي الجامعة تسجيل حوالي خمسة لاعبين من هذا الفريق، وإلحاقهم بالفريق الوطني، ملحا على أن يشاركوا في المباراة المرتقبة بإفريقيا، لكن مسؤول الجامعة رفض هذا القرار بحجة عدم توفر الوقت الكافي لتهييء تأشيرة السفر، فكان جوابه: «هذا لا يهمني فأنا لن أسافر إلا بمعيتهم». فجري الاتصال بالوزير السملالي. وفي الأخير وافقوا على سفرهم مرغمين، ولعبوا مع المنتخب الذي عاد بفوز من تلك المقابلة. وحسب ما رواه لي، فقد اندلع نوع من الحرب الباردة بين المدرب وأعضاء الجامعة مباشرة بعد عودته إلى المغرب، وكذلك مع السيد الوزير الذي لم يعد يتحدث معه إلا شكليا، أما المرحوم دومو، العضو البارز في الجامعة، فقد كان يمتنع حتى عن تحيته.
– ما هي أبرز الإنجازات الكبرى التي حققها فالانتي رفقة المنتخب الوطنية ؟
– جاءت الألعاب المتوسطية، التي نظمها المغرب في تلك السنة، وكانت أهم حدث رياضي بالنسبة إلى المغرب وتضم العديد من الألعاب، إلا أن كرة القدم هي التي كانت تخطف كل الأضواء، فقد نجح الفريق الوطني لكرة القدم في الحصول على الميدالية الذهبية رغم وجود فرق عريقة، بينها فرنسا وإيطاليا واليونان وإسبانيا ومصر ودول المغرب العربي، بالإضافة إلى تركيا التي لعبت ضد المغرب في المباراة النهائية، رغم توقعات المسؤولين التي كانت تستبعد أن يتجاوز هذا الفريق في تشكيلته الجديدة المرتكزة على الشباب دور التصفيات. والغريب في الأمر أنه بعد الفوز في المباراة النهائية، حسب ما حكاه الي السيد فالانتي، كان هناك من المسؤولين، وضمنهم السید دومو عضو الجامعة، من رفضوا حتى تقديم التهاني إليه، وكأنهم كانوا يفضلون أن يقصي الفريق في الأطوار الأولى، حتى يكون رأيهم هو الصائب، في الوقت الذي كان الجميع يهنئه بالفوز.
– وهل حدثك عن مستوى لاعبي المنتخب الوطني؟
– طبعا، فعندما سألته عن مستوى الفريق الوطني ولاعبيه، لأنني لم يسبق لي مشاهدة أي مباراة لهم نظرا إلى وجودي بالبرازيل، كان جوابه لافتا للاهتمام، وقال لي بفخر إنه ترك وراءه فريقا سيدهش العالم لاحقا بمهاراته وقدراته الاستثنائية ثم أضاف قائلا، وهي شهادة أنقلها لأول مرة: «إن هناك ثلاثة لاعبين على الأقل ضمن هذا الفريق مؤهلين ليلعبوا رسميين في فريق فلامينغو»، وهو أفضل فريق حينها في العالم، ويضم 5 نجوم من المنتخب البرازيلي، فسألته عن هويتهم، فرد قائلا: «الزاكي، التيمومي وعزيز بودربالة». إنها ش هادة متميزة في حق هؤلاء اللاعبين الذين لم يأخذوا ما يستحقون من حقهم. وسيتأكد كلام السيد فالانتي ثلاث سنوات بعد هذا اللقاء، حينما سيشارك الثلاثة في نهائيات كأس العالم في المكسيك سنة 1986 بالمستوى العالي والمتميز الذي ظهروا به، علما أن الحارس الوطني بادو الزاكي اختير ضمن التشكيلة المثالية لتلك النهائيات.
– كيف كان رد فعل الجامعة على «هروب» المدرب؟ وهل تابعوه قضائيا، أم توصلوا معه إلى تسوية؟
– الجامعة كانت تعرف أنها إذا احتجت على مغادرة فالانتي، وإخلاله بالعقد المبرم معها، فإنه سيخرج للعلن ويقول كلاما سلبيا عنهم، قد يعقد علاقتهم بالحسن الثاني، خاصة بعدما كان قد سحب منهم مهمة البحث عن مدرب برازیلی، كما سبق ذكره.
جريدة اخبار اليوم: الأربعاء 25 يوليوز 2018