الكتاني: وصلت رفقة فاريا إلى المغرب فأغلق مكتبي في ريو دي جانيرو.
– ماذا حدث بعدما نجحت في إقناع فاريا بالمجيء معك إلى المغرب؟
– وأنا أطالع أخيرا عددا من المراسلات التي تبادلتها في تلك الفترة مع وزارتي الخارجية والشبيبة والرياضة ومع السفارة في برازيليا، تبين لي أن قدوم السيد فاريا إلى المغرب كان شبه معجزة بحد ذاتها، لأن العراقيل التي اعترضت مجيئه إلى المغرب غريبة ومتنوعة وخطيرة.
فالمشكل الأول كان هو ضرورة مرافقتي السيد فاريا إلى المغرب رغم عدم موافقة السيد السفير والسيد الكاتب العام لوزارة الخارجية على تلك المهمة. ورغم ذلك تجرأت وقمت بتلك الرحلة بعدما اشتريت تذكرة السفر من مالي الخاص، وأنا أعلم أن بإمكانهم الانتقام مني إداريا. ولو و لم أفعل ذلك، هل كان السيد فاريا سيصل إلى المغرب بتلك الحيلة التي أبدعتها؟ أي قضاء أسبوع في المغرب، قد لا تثمر بقاءه.
المشكل الثاني هو تسلسل المعيقات من طرف السيد فاريا التي جعلتنا نؤخر السفر عدة أسابيع، ونلغي رحلتنا عدة مرات، كما سبق أن حكيت لك. أما المشكل الثالث، وهو الخطير، فهو قرار وزارة الخارجية إغلاق مكتبي بريو دي جانيرو، أمام إصراري على متابعة إنجاز تلك المهمة خارج المساطر الإدارية.
– هل يمكن أن توضح أكثر ملابسات إغلاق مكتبك في ريو؟
– بعدما طلبت بإلحاح من وزارة الخارجية أن ترخص لي بالسفر إلى المغرب لمرافقة السيد فاريا ولم أتوصل بجواب، قررت أن أتحمل مسؤوليتي خارج المساطر الإدارية، فبعثت عبر الفاكس رسالة إلى السيد الكاتب العام أقول فيها إنني، في آخر الأمر، مستعد لتحمل نفقات السفر على حسابي الخاص، إذا اقتضى الأمر ذلك، لأتمكن من إنجاز تلك المهمة التي كلفت بها على أعلى مستوى.
طبعا كنت واعيا بأن في رسالتي خروجا عن المسطرة الإدارية وكنت أجده مقبولا حسب مقولة «لأي قرار استثنائي ظروف إنجاز استثنائية»، لكن، من ناحية أخرى، كنت أعمل على رفع تحد حقیقي، وهو قدرتي على إنجاح تلك المهمة حتى لو لم تكن تدخل في إطار اختصاصاتي. وهو ما توفقت في تحقيقه بعون الله ثم بإصراري.
– ماذا كان رد فعلهم؟
– لقد حدث شيء لا يصدق. فقد اعتبروا تصرفي هذا خروجا عن نفوذهم ومستفزا لسلطتهم لا يمكن قبوله، فقرروا، بصفة غير قانونية، إغلاق مكتبي بطريقة هوليودية، حيث وصل إلى ريو دي جانيرو المراقب المالي في السفارة مبعوثا من طرف السفير الإغلاق مكتبي دون إشعاري بقدومه ودون تقديم أي قرار إداري قانوني يضع حدا لمهمتي، لكن، يبدو أن احترام القانون لم يكن يدخل ضمن اهتماماتهم.
– ماذا فعلت؟
– کاتبت وزير الخارجية الجديد، السيد بلقزيز، الذي خلف السيد بوستة، وأخبرته بالحادث متسائلا: هل قررت الوزارة وضع حد للمهمة التي كلفني بها الملك بخصوص إيجاد مدرب الفريق الجيش الملكي؟ بعدما ذكرته برفض السفير قیامی بتلك المهمة الرياضية، رغم أن الملك هو من كلفني بها، ومعارضته أي مبادرة أقوم بها في إطار تلك المهمة، وقلت له في الأخير إنني سأستمر في إنجاز مهمتي، إلا إذا كان له رأي مخالف».
– ماذا كان رده؟
– مثلما توقعت، لم يرد على مراسلتي، لكن، مجرد أن أنجزت تلك المهمة وقدمت إلى المغرب صحبة السيد فاريا وتمت العملية كما سأحدثك عن تفاصيلها، أغلق مكتبي نهائيا. وظللت أنتظر في المغرب أربعة أشهر، دون أن أتمكن من العودة حتى لأخذ أغراضي الخاصة وأودع رجال الأعمال الذين كنت على وشك إتمام اتفاقات معهم بخصوص المشاريع الكبرى التي سبق أن حدثتك عنها.
جريدة اخبار اليوم: الإثنين 07غشت 2018