الكتاني: مباراة حبية بين المنتخب وباري سان جرمان أقنعت فاريا بالبقاء في المغرب.
– كيف انتهى الأمر بفاريا مدربا للمنتخب الوطني؟
– لقد وقعت مفاجأة، كنت قد خرجت التجول مع فاریا وفييرا، لزيارة بعض معالم الرباط. وعندما عدت لزيارته بالفندق بعد يومين أخبرني السيد فييرا، المعد البدني للمنتخب، بأن الوزير بعث في طلبهما، واقترح على السيد فاريا أن يبقى أسبوعا آخر بالمغرب حتى يحضر مقابلة حبية ستجرى يوم الأحد الموالي في ملعب مولاي عبد الله في الرباط، بين الفريق الوطني والفريق الفرنسي باري سان جيرمان، قال لي فييرا إن السملالي أخبرهما بأن جلالة الملك سیحضر المقابلة التي لم تكن مبرمجة، وإنه قد يسأل عن السيد فاريا، وأضاف الوزير أنه يريد فقط أن يحضر السيد فاريا هذه المقابلة، ويغادر بعد أسبوع أخر سيقضيه في ضيافة المغرب.
– وهل وافق فاريا؟
– رفض رفضا قاطعا. قال السيد فاریا إن فريق باري سان جيرمان يفوز لا محالة وستحسب عليه خسارة هو ليس مسؤولا عنها لأنه لم يسبق له حتى التعرف على أفراد الفريق الوطني، قلت للسيد فييرا «ما الذي جعل فاريا يتنبأ بخسارة الفريق الوطنی» فرد قائلا: «لا أعلم، ربما شهرة الفريق الفرنسی»، المهم أنه رفض وأقنع الوزير بذلك. قلت للسيد فييرا: «إذا كان همه الأساسي هو ألا يذكر اسمه في الجرائد، فأنا أضمن له ذلك. بل إنني لن أخبر الوزارة ولا الجامعة بحضورنا المباراة. فأنا سآتي بسيارة أحد أقاربي وآخذكما إلى الملعب ونشاهد المباراة بين المتفرجين، بعدها أعود بكما إلى الفندق، على أن نسافر إلى ريو في آخر الأسبوع المقبل. وسنكون قد أخذنا فكرة عن مستوى الفريق الوطني لأنه لم يسبق لي شخصيا أن حضرت أيا من مبارياته». لم أعرف كيف استطاع السید فییرا إقناع السيد فاريا بقبول هذه الفكرة. لقد طال الحديث بينهما بالبرتغالية وفي الأخير قبل باقتراحي بعدما أكدت له أن لا أحد سيعلم بحضورنا المباراة، وكذلك كان.
– ما قصة هذه المقابلة الحبية؟
– ما فهمته آنذاك هو أن تنظيم تلك المباراة كان ذا طابع سیاسی محض. ففي سنة 1983، كان هناك خلاف بين فرانسوا ميتران، رئيس الجمهورية الفرنسية، والحسن الثاني، لأن هذا الأخير دعم منافسة السيد جيسكار ديستان في الانتخابات التي خسرها هذا الأخير في ماي 1981، ما أغضب میتران، فساءت العلاقة بينه وبين القصر، إلى أن زار السيد ميتران المغرب في متم تلك السنة. شيراك حينها كان عمدة باريس، وأراد الحسن الثاني أن يلتقيه بطريقة غير رسمية، فكانت فكرة هذه المقابلة التي برمجت بضعة أيام فقط قبل إجرائها على أساس أنها مباراة حبية بمناسبة تدشين المركب الرياضي مولاي عبد الله. هذه قراءتي الشخصية لأسباب هذه المباراة التي لم تكن في علم حتى الوزير السملالي يوم التقيناه، أي يوم الإثنين، لذلك، فإن كرة القدم، نظرا إلى شعبيتها، كانت ولاتزال وسيلة في يد السياسيين لبلوغ العديد من أهدافهم.
– لنعد إلى فاريا، كيف جرت عملية دخول المركب الرياضي؟
– جرت العملية كما اقترحت عليهما، إذ أتيت بسيارة صغيرة استعرتها من أخت زوجتي، وتوجهنا إلى المركب، لكن المشكل الغريب الذي واجهنا هو أننا منعنا من الدخول من الباب الخلفي، لأننا لا نتوفر على دعوة من الجامعة الملكية، لكن، ونحن خارج المدخل المغلق أمامنا، إذ بأحد المسؤولين الذي فتح الباب أمامه يلاحظ سيارتنا ويتعرف على السيد فييرا، فطلب على الفور دخولنا معه. جلسنا بين المدعوين، فلم ينتبه إلينا أي منهم، شاهدنا المباراة بإعجاب فاق ما كنا نتصوره. فاز المنتخب المغربي بهدفين لصفر، وشارك في المباراة، حسب ما أتذكره، بودربالة التيمومي، الزاكي، الحداوي، البياز، خليفة، وأخرون. وعندما غادرنا الملعب وركبنا في السيارة، وبمجرد الابتعاد ببضعة أمتار عن الملعب، حصلت مفاجأة. قلت لفييرا: «ما رأي السيد فاريا في فريقنا الوطني؟»، فكان جواب فاريا البرتغالية: «إذا سمحوا لي بتدريب هذا الفريق سأبقى في المغرب.»
جريدة اخبار اليوم: الأربعاء 09 غشت 2018