الكتاني: لقاءاتي الأولى في البرازيل.
– لنعد إلى موضوع تكليفك من لدن الملك بالعثور على مدرب برازيلي للمنتخب الوطني؟ ماذا فعلت عندما خرجت من القصر؟
– عندما كلفني جلالة الملك بتلك المهمة استغرب الحاضرون ذلك، كما قلت لك، فكيف لمستشار اقتصادي أن يكلف بإيجاد مدرب للمنتخب الوطني في حين أن المعنيين بهذا العمل هم وزیر الشباب والرياضة المرحوم عبد اللطيف السملالي، ومسيرو الجامعة المغربية لكرة القدم، السید بنزروال بمعية السيد دومو رئيس الكاك آنذاك.
– ماذا فعلت؟
– مباشرة بعد خروجي من القصر الملكي توجهت إلى النادي الأولمبي للتنس للقاء الكولونيل بلمجدوب. وجدته جالسا وحده كالعادة فأخبرته بما حدث في اللقاء الملكي، فإذا به يبتسم ويقول: «تلك ضربة موجعة الوزير الشبيبة والرياضة ولمسيري الجامعة، لأنهم كلفوا بالمهمة نفسها من الدن الملك ولم يقوموا بالواجب المطلوب، حيث اكتفوا بمراسلة الكونفدرالية البرازيلية لكرة القدم، وبقوا على اتصال بأحد مرشحيهم بعدما اتفقوا معه على كل شيء، وهو من دولة أوروبية. ومن الواضح أن الحسن الثاني حينما انتبه إلى عدم رغبتهم في اختيار مدرب برازيلي، س حب منهم الملف»، ودعاني إلى أن أكون حذرا معهم جدا، لأنهم سيعملون على إفشال مهمتي بكل الوسائل، وقد يحاربونني شخصيا إلى درجة لا يمكن تصورها.
– ماذا فعلت إذن في البرازيل؟
– أول مشكلة واجهتها عندما وصلت إلى البرازيل هو عدم توفري على مكتب في ريو دي جانيرو، بحكم أن السفارة موجودة في العاصمة برازيليا. عكس ما حدث لجميع رفاقي المستشارين الاقتصاديين الذين التحقوا مباشرة بمقر السفارات، استعملت مؤقتا مقرا تابعا للمكتب الوطني للسياحة دون أن أتوفر على ظروف العمل المطلوبة وظللت في الفندق أزيد من ثلاثة أشهر. ورغم هذه الصعوبات، حيث كان على فتح مكتب جديد وتشغيل كاتبة واقتناء معدات المكتب، بالإضافة إلى مشكل التواصل اللغوي، لأنني لا أتقن البرتغالية وهم لا يتحدثون الفرنسية وقليل منهم من يتحدث الإنجليزية لكن، رغم كل هذا، يسر الله لي الأمور في مدة وجيزة، فقد تعرفت منذ الأيام الأولى على شخصيات من مستوى رفيع في إطار عملي مستشارا اقتصاديا، الشيء الذي فتح لي أبوابا كثيرة لم أكن أتوقعها، نتيجة اهتمام كبار المسؤولين الاقتصاديين في دولة البرازيل بلعبة كرة القدم، إلى درجة أنك مطالب، إذاىرغبت في كسب تعاطف رؤساء الشركات والأبناك البرازيليين، أن تكون على علم بأخر مستجدات كرة القدم المحلية لأن العادة جرت هناك على أن يبدأ الحديث عما حدث في آخر مباراة لعبتها الفرقة المفضلة قبل الدخول في صلب الموضوع، اقتصاديا كان أم ماليا. وبما أنني انخرطت منذ وصولي إلى «ريو دي جانيروه في نادي مشجعي الفريق المصنف رقم واحد على الصعيد العالمي في تلك الفترة، وهو فريق «فلامينغوة وبما أنني لم أتخلف عن أي من مبارياته التي كان يلعبها ب«الماراكانا»، أسبوعيا، فقد كان سهلا أن أكسب تعاطف معظم رجال الأعمال الذين قابلتهم آنذاك. وكما قلت سابقا، فمن خلالهم استطعت طي المسافات والاهتداء إلي أسهل الطرق للبحث عن المدرب المناسب دون السقوط في مخالب بعض الجهات المختصة، من قبيل الكونفدرالية البرازيلية لكرة القدم، والتي كان بعض أعضائها يتاجرون في عملية اقتراح المدربين، وهو جانب من الفساد الذي سيفضح فيما بعد.
– هل ساعدك رجال أعمال في العثور على المدرب؟
– فعلا، من خلال رجال الأعمال والصحافيين المختصين في كرة القدم الذين تعرفت عليهم، استطعت أن ألتقي المدرب المعروف «زغالو»، مدرب المنتخب البرازيلي سابقا وأستشيره في الموضوع، كما التقيت الصحافي الرياضي رقم واحد في البرازيل في تلك الفترة صاحب العمود اليومي بجريدة «أوكلوبوه، وتمكنت من الاتصال باللاعب المغمور «فافاه الذي قدم لي ترشحه، كما تمكنت من التواصل مع الرائع ماریو ترافاليني الذي زرته بمدينة ساو باولو، وهو من اختير أحسن مدرب في البرازيل سنة 1982، بالإضافة إلى عدد من المدربين ذوي مستويات مختلفة.
جريدة اخبار اليوم: الثلاثاء 10 يوليوز 2018