
الكتاني: تعقيدات لإيصال لائحة المدربين البرازيليين إلى القصر.
– هل كان المدرب ترافاليني يعرف المنتخب المغربي؟
– لقد كان يعرف الكثير عن كرة القدم المغربية رغم أنه لم يزر بلادنا، فقد فاجأني بالقول: «إن البلد الذي أنشأ لاعبين من صنف العربي بنمبارك، وبلمحجوب ولخميري واقصبي، والبطاش… وهم من كبار اللاعبين الذين برزوا في إسبانيا وفرنسا في الخمسينات والستينات، ومنهم من لعب في الفريق الوطني الفرنسي، لا شك أنه يتوفر على المادة الخام الكافية لتشكيل فريق من الطراز الكبير» .
– هل تحمست لهذا المدرب؟
– لقد انبهرت بمستوى هذا المدرب الرائع وبثقافته العامة العالية فشعرت بأنني اهتديت إلى ما أبحث عنه، فسألته عن طلباته المادية، فقال: «أعرف أنكم لستم بلدا منتجا للنفط، ولن أطلب 30 ألف دولار مثل بعض فاقی الذين ذهبوا إلى السعودية أو الكويت، فأنا الآن أتقاضى 10 آلاف دولار مع فريقي، ولن أطلب زيادة على هذا المبلغ لأن هدفي ليس هو جمع المال»..
– هل اقترحت اسمه على المسؤولين في المغرب؟
– طبعا، أعددت لائحة من ثلاثة أسماء تضم: ماریو ترافالينسيه وباولو الميديا الملقب بباولينيو وهو مدرب محترف في عدة فرق برازيلية ولعب في المنتخب البرازيلي بجانب بولي pelé، وإنفالدو ميتو الملقب به «فافا» بطل العالم لسنة 1958، والذي درب كذلك مجموعة من الفرق المشهورة في البرازيل، وهؤلاء هم الثلاثة الذين ركزت عليهم كل اهتمامي لأنهم يدخلون في الإطار المحدد من لدن الملك، أي «مدرب جديد جدا»، علما أن مرشحي الأول كان هو ماریو ترافاليني، الذي وضعته على رأس اللائحة.
– إذن، أعددت لائحة مقترحات؟
– بالفعل، وبدلا من الاكتفاء بهؤلاء الثلاثة، حسب ما كان يجري به العمل في الاقتراحات الموجهة إلى الملك، أضفت أربعة مرشحين أقل خبرة، تعرفت عليهم عن طريق الجمعية البرازيلية للمدربين، لأعطي فكرة عن سوق المدربين في البرازيل لا غير، لكن ذلك سيعقد الأمور في فترة الاختيار، كما سأرويه لاحقا.
– لكن المدرب ترافاليني لم يدرب المنتخب المغربي، فماذا حدث؟
– بعد تهييء تلك اللائحة، كان على أن أبعثها إلى الديوان الملكي عبر وزارة الخارجية، حسب المسطرة الإدارية العادية، فاتصلت بالسفير المغربي في برازيليا، وأبلغته بنتيجة عملي قصد إرسال اللائحة إلى الجهات المعنية عبر الحقيبة الدبلوماسية، لكن، بدلا من الاكتفاء بإرسالها كما بعثتها إليه، حاول إقناعي بتغييرها وحذف المرشحين الثلاثة الأوائل، متذرعا بارتفاع أجورهم مقارنة بإمكانيات المغرب فكان جوابي بأن هؤلاء الثلاثة هم مسن تنطبق عليهم تعليمات الملك المحددة في أن يكون «المدرب جيدا جدا»، عكس الأسماء المتبقية التي أضفتها إلى اللائحة لأعطي فكرة موسعة عن السوق البرازيلي للمدربين، وأصررت على الاحتفاظ بالأسماء الثلاثة الأولى، فكان جوابه أن وزارة الخارجية غير مكلفة بهذا العمل أصلا ولا دخل لها بهذا الملف، فكان على أن أتصرف دون المرور عبر السفارة. حاولت المرور عبر وزارة الشبيبة والرياضة فتلقيت الجواب نفسه، رغم أن المرحوم السملالي كان يتصل بي يوميا تقريبا لكي يقول: إن سيدنا يسأل: «أين وصلت؟ وهل وجدت المدرب؟»، فكنت أبلغه بكل مستجد وبكل المراحل التي قطعتها . وبعد مقابلة ترافاليني، مثلا، أخبرته بأنني وجدت المدرب المناسب، وأرسلت إليه أكثر من فاكس مازلت أحتفظ بنسخ منها، وسألته عن كيفية إرسال اللائحة إليه، فرد على قائلا: «أنت لا تعمل في وزارتنا. عليك التواصل مع وزارة الخارجية أو وزارة التجارة والصناعة اللتين تتبع لهما»، وعندما اتصلت بالكاتب العام لوزارة الخارجية، المرحوم زنتار، كان جوابه أن لا علاقة للخارجية بذلك الملف، غفر الله له.
جريدة اخبار اليوم: الجمعة 13 يوليوز 2018